تُعد جزيرة الأناضول التي تتكوّن منها معظم تركيا الحديثة واحدة من أقدم المستوطنات البشريّة في العالم، فهي تعود إلى العصر الحجري الحديث، وقد تحدّث سكانها اللغات الهنديّة الأوروبيّة، والسّامية، واللغات الكارتفيليّة (لغات جنوب القوقاز). أسس الحيثيون أول إمبراطورية أساسيّة حكمت المنطقة من القرن الثّامن عشر حتى القرن الثّالث عشر قبل الميلاد، وبعد انهيار الإمبراطورية الحيثية حكم المنطقة الفريجيون -شعوب أصلها من الهند الأوروبية- حتى القرن السّابع قبل الميلاد، باستثناء السّاحل الغربي للأناضول الذي حكمه الأيونيون أحد شعوب اليونان القديمة، وبعد ذلك سقطت الأناضول بأكملها تحت حكم الأخمينيين الفرس.
في عام عام 334ق.م، سقطت الأناضول بيد الإسكندر الأكبر، وبعد ذلك تم تقسيمها إلى عدد من الممالك الصغيرة الهلنستيّة والتي استسلمت للجمهوريّة الرّومانية في منتصف القرن الأول قبل الميلاد، وفي عام 324م اختار الإمبراطور الرّوماني قسطنطين المدينة التي تُعرَف حالياً باسم إسطنبول لتكون العاصمة الجديدة للإمبراطورية الرومانيّة، وأطلق عليها اسم روما الجديدة، وقد سُميت لاحقاََ باسم القسطنطينية، وبعد سقوط الإمبراطورية الرّومانية الغربيّة، أصبحت القسطنطينيّة عاصمة الإمبراطورية البيزنطيّة (الإمبراطورية الرّومانية الشّرقية)، وفي عام 1071م انتصر التّرك على الإمبراطورية البيزنطيّة في معركة مانزيكرت، وبدؤوا بالاستقرار في الأناضول مما أدى إلى ظهور إمبراطورية السّلاجقة.
استمر حكم السّلاجقة للأناضول حتى هُزموا على يد المغول، وبدأت الإمبراطورية السّلجوقية بالانهيار تدريجياََ وحل محلها الإمبراطوريّة العثمانيّة التي أصبحت من أقوى الكيانات السياسيّة خلال القرنين السّادس عشر والسّابع عشر، إلا أنّها عانت بعد ذلك من سنوات من الانحدار انتهى بهزيمتها في الحرب العالميّة الأولى،
وبعد الحرب العالميّة الأولى قاد مصطفى كمال أتاتورك حركة قوميّة أعلن من خلالها ولادة الجمهوريّة التركيّة، وانتهاء الحكم العثمانيّ في 29 من شهر تشرين الأول/أكتوبر من عام 1923م، وأصبح بذلك أول رئيس للجمهوريّة التركيّة
0 تعليقات